فى بداية تداولات هذا الاسبوع الهام زادت الضغوط الهبوطية لاداء مؤشر الدولار الامريكى DXY والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى بخسائر أمتدت الى مستوى الدعم 103.44 والمستقر حوله وقت كتابة التحليل وهو الادنى لسعر الدولار الامريكى منذ خمسة أشهر. وكانت قد زادت خسائر العملة الامريكية بسبب تزايد المخاوف الاقتصادية وعدم اليقين التجاري في الولايات المتحدة الامريكية.
شارت مؤشر الدولار الامريكى
فاليوم وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية… فقد أرتفعت مبيعات التجزئة الامريكية في فبراير بنسبة 0.2% فقط، وهي نسبة أقل بكثير من المتوقع عند 0.6%، مما يشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي بعد انخفاض مُعدّل بنسبة 1.2% في يناير. ومع أقتراب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بشأن السياسة النقدية يوم الأربعاء، تتوقع الأسواق المالية أن يُبقي المجلس أسعار الفائدة الامريكية ثابتة وسط مخاوف بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس ترامب. ومع ذلك، تتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، حيث يُشكّل تباطؤ الاقتصاد ضغطًا على الاحتياطي الفيدرالي.
وبالإضافة إلى ذلك، واجه الدولار الامريكى ضغطًا هبوطيًا من اليورو بعد أن توصلت ألمانيا إلى أتفاق مالي لتعزيز الإنفاق الدفاعي وتحفيز النمو في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
نصائح تداول:
التوترات التجارية ستضعف النشاط الاقتصادى
وفى هذا الصدد فقد أفادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بأن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية العدوانية وضعت العالم فجأةً على مسار تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، والذي قد يتفاقم بشكل ملحوظ في حال تصاعد التوترات. وعليه فقد خفّضت المنظمة، توقعاتها لمعظم أعضائها، وتوقعت تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادى العالمي إلى 3.1% هذا العام و3% في عام 2026، حيث تُقيّد الحواجز التجارية، ويُعيق تزايد حالة عدم اليقين استثمارات الشركات وإنفاق المستهلكين.
وعليه فقد تشهد الدول التي تواجه حاليًا عاصفة تجارية تباطؤًا أكثر حدة، مع انخفاض معدل النمو في كندا إلى أقل من نصف توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في ديسمبر، ودخول المكسيك في حالة ركود، وتراجع النمو السنوي في الولايات المتحدة الامريكية إلى 1.6% العام المقبل – وهو الأضعف منذ عام 2011، باستثناء الضربة الأولى للجائحة التي لحقت بها في عام 2020.
وأشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أيضا إلى أن ارتفاع تكاليف التجارة سيؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم أكثر مما كان متوقعًا قبل ثلاثة أشهر فقط، مما سيُلزم البنوك المركزية العالمية بالإبقاء على سياسات تقييدية لفترة أطول. وفي العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية، سيظل ارتفاع الأسعار الأساسية أعلى من أهداف صانعي السياسات في عام 2026. وتُمثل هذه التوقعات المحاولة الأكثر شمولاً حتى الآن من منظمة دولية لتحديد حجم الضرر الناجم عن حرب تجارية سريعة التطور. وبينما كان من المتوقع أن يُصعّد ترامب التوترات بعد توليه منصبه، إلا أن تقلبات وحجم تهديداته قد أربكت صانعي السياسات والمستثمرين على حد سواء.
التوقعات الفنية لمؤشر الدولار الامريكى:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة كان قد دفع تراجع يوم الجمعة الماضية مؤشر الدولار الأمريكي DXY إلى مستوى قريب من المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة. ومع ذلك، لا يزال أمام مؤشر الدولار الأمريكي مجال للتحرك قبل الوصول إلى مستويات ذروة البيع لمؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. ولذلك، سيتطلع الدببة إلى تمديد التراجع الحالي نحو مستويات الدعم 103.32 أو أقل إلى الدعم 102.85. وفى المقابل، سيتطلع الثيران إلى جني الأرباح عند حوالي 104.05 أو أعلى عند المقاومة 104.45.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، أكمل مؤشر الدولار الأمريكي DXY مؤخرًا نموذج الرأس والكتفين. كما يدعم مؤشر القوة النسبية لـ 14 يومًا… ويميل المؤشر نحو الهبوط مع اقترابه من منطقة ذروة البيع. ولذلك، سيسعى الدببة إلى تمديد الحركة الهبوطية الحالية نحو مستويات الدعم 102.10 أو أقل إلى الدعم النفسى 100.00. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية، سيسعى الثيران إلى الاستفادة من الارتدادات لاعلى عند مستوى المقاومة 105.90 أو أعلى عند المقاومة 107.75.