الخميس , أبريل 25 2024
إبدأ التداول الآن !

باول: الانكماش الاقتصادى الامريكى سيستمر لفترة أطول ولا فائدة سلبية

حذر رئيس مجلس بنك الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول امس الاربعاء من خطر حدوث ركود طويل الأمد ناجم عن تفشي الفيروس كوفيد19 ، وحث الكونجرس والبيت الابيض على اتخاذ مزيد من الإجراءات للحيلولة دون حدوث ضرر اقتصادي طويل الأمد. وقد أتخذ بنك الاحتياطى الفيدرالى والكونغرس خطوات بعيدة المدى في محاولة لمواجهة ما من المحتمل أن يكون هبوطًا حادًا ناتجًا عن الإغلاق الواسع النطاق للاقتصاد الأمريكي. لكن باول حذر من أن العديد من حالات الإفلاس بين الشركات الصغيرة والبطالة الممتدة لكثير من الناس لا تزال تشكل خطرا جسيما.

وقال باول “يجب أن نفعل ما في وسعنا لتجنب هذه النتائج”. وأضاف بإن مساعدات الإنقاذ الإضافية من الإنفاق الحكومي أو السياسات الضريبية ، على الرغم من تكلفتها ، ستكون “تستحق العناء إذا ساعدت على تجنب الأضرار الاقتصادية طويلة الأجل وتركتنا في انتعاش أقوى”.

جيروم باول

وتحدث باول بعد يوم من اقتراح رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ، بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 3 تريليون دولار من شأنها توجيه الأموال إلى حكومات الولايات والحكومات المحلية والأسر والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وستأتي هذه الأموال الى جانب ما يقرب من 3 تريليون دولار من المساعدات المالية قدمتها الحكومة الامريكية سابقا. كما تدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه عن طريق خفض أسعار الفائدة إلى ما يقرب من الصفر وإنشاء العديد من برامج الإقراض الطارئة.

لكن مسؤولي إدارة ترامب قالوا إنهم يريدون أولاً أن يروا كيف تؤثر حزم المساعدات السابقة على الاقتصاد. حيث أعرب القادة الجمهوريون في الكونجرس عن شكوكهم بشأن السماح بإنفاق المزيد من الأموال في الوقت الحالي. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ، وهو جمهوري من كنتاكي ، بإنه لا توجد “حاجة ملحة” للتحرك.

ومع ذلك ، أوضح باول قلقه من أن الركود قد يستمر لفترة طويلة بما يكفي لإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد وجعل الانتعاش أضعف وأبطأ. وفي مثل هذا السيناريو ، سيفقد العمال العاطلون عن العمل مهاراتهم وعلاقاتهم في سوق العمل ، مما يجعل من الصعب عليهم العثور على عمل جديد. ومع إفلاس العديد من الشركات الصغيرة ، سيكون هناك عدد أقل من الشركات المتاحة لتوظيف العاطلين عن العمل.

وحذر حاكم البنك المركزى الامريكى في ملاحظاته المعدة قبل عقد مناقشة عبر الإنترنت مع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ، بأن “الركود الأعمق والأطول يمكن أن يترك وراءه أضرارًا دائمة للقدرة الإنتاجية للاقتصاد”. وأضاف “بإن إعسار الأسر والشركات التي يمكن تجنبها يمكن أن يؤثر على النمو لسنوات قادمة.”

وقد أدى تحذير باول الواقعي بشأن المخاطر التي يواجهها الاقتصاد إلى تراجع وول ستريت خلال جلسة تداول الامس.

وقال باول أيضا بإن بنك الاحتياطي الفيدرالي “سيستمر في استخدام أدواته على أكمل وجه” حتى ينحسر أثار تفشي الفيروس. ولم يشر إلى ما قد تكون عليه الخطوات التالية لمجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي. لكن باول أسقط فكرة خفض معدل الفائدة والذي يقترب الآن من الصفر ، إلى منطقة سلبية ، كما فعلت البنوك المركزية في أوروبا واليابان. حيث تتطلب مثل هذه الخطوة من البنوك دفع فائدة على الاحتياطيات النقدية التي تحتفظ بها في بنك الاحتياطي الفيدرالي. وذلك يهدف إلى تشجيعهم على إقراض المال. ومع ذلك ، يبدو أن معدلات الفائدة السلبية لم تفعل سوى القليل لتحفيز اقتصادات البلدان التي تبنتها.

ومن جانبه غرد الرئيس الامريكى دونالد ترامب ، الذي أعرب مرارًا وتكرارًا عن رغبته في أن يتبنى بنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة السلبية ، يوم الثلاثاء أنه “طالما أن الدول الأخرى تتلقى مزايا أسعار الفائدة السلبية” ، ينبغي على الولايات المتحدة أيضًا تطبيقها.

وردا على ذلك قال باول “أعلم أن هناك معجبين بهذه السياسة”. لكن “هذا ليس شيئًا نتطلع إليه”.

حيث يرى باول من أن أسعار الفائدة السلبية من المحتمل أن تضر الصناعة المصرفية ، وأشار إلى أن جميع صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أعربوا عن معارضتهم لأسعار الفائدة السلبية خلال مناقشتهم الأخيرة في أكتوبر – وهو عرض نادر للإجماع بين جميع المسؤولين الـ 17.

وكرر تحذيراته السابقة من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يقرض المال للشركات لمساعدتها في تحمل الأزمة ، ولكن من المحتمل أن يؤدي التراجع لفترة أطول إلى إفلاس بعض الشركات التي كانت تتمتع بصحة جيدة في السابق دون مزيد من المساعدة من الحكومة.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.