ثلاث طرق لتداول الذهب في البورصات

قديماً كان التداول والمتاجرة على معدن الذهب أمرًا بالغ الصعوبة حيث كان عليك شراء وبيع المعدن نفسه، لكن بعد ظهور العقود الآجلة بات الأمر أسهل وسمح للمتداولين القيام بالصفقات دون أن ينتهي بهم الأمر فعليًا بتخزين كميات من الذهب والعملات المعدنية فإن الأمر يتعلق ببساطة بالشراء أو البيع اعتمادًا على ما إذا كنت تعتقد أن سعر الذهب من المرجح أن يرتفع أو ينخفض. ويعتبر تداول الذهب أمرًا يجذب المستثمرين على السلع المادية وهناك مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لتداول الذهب تتراوح بين دراسة العوامل الأساسية التي تؤثر على العرض والطلب، ودراسة الوضع الحالي لتجار الذهب، والتحليل الفني ودراسة مخطط أسعار الذهب.

يعتبر المعدن الأصفر بالنسبة للمستثمرين هو الملاذ الآمن في الإستثمارإلى جانب العملات قليلة المخاطرة مثل الين الياباني والفرنك السويسري والأوراق النقدية والسندات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية ، وهذا يعني أنه عندما يكون المتداولون قلقين بشأن اتجاهات الأسواق فإنهم يميلون إلى شراء أصول الملاذ الآمن ، على الجانب الآخر ، يميل المتداولون عمومًا إلى بيع أصول الملاذ الآمن عندما تنمو الرغبة في المخاطرة ، ويختارون بدلاً من ذلك الأسهم والعملات الأخرى ذات نسبة المخاطرة الأعلى نظراً لكون الذهب وسيلة تحوط مهمة ضد التضخم والإحتفاظ بالقيمة .

عادة ما يتم تداول الذهب مقابل الدولار الأمريكي وهو ما يعني أن تداول الذهب يحتاج إلى مراعاة تحركات الدولار الأمريكي، على سبيل المثال؛ إذا كانت قيمة الدولار الأمريكي في ارتفاع، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض سعر الذهب مواكبة مع صعود مستويات سعر الدولار الأمريكي. ويجب مراعاة سيولة السوق عند التداول على معدن الذهب، حيث يقدر مجلس الذهب العالمي أن متوسط ​​أحجام التداول اليومية في الذهب أعلى من أي أزواج عملات أخرى غير EURUSD وUSDJPY وGBPUSD، لذا فإن الفروق بين أسعار الشراء والبيع ضيقة مما يجعل تداول الذهب غير مكلف نسبيًا.

تبلغ ساعات تداول الذهب ما يقرب من 24 ساعة يوميًا حيث تُفتح بورصات الذهب طوال الوقت تقريبًا، حيث تنتقل الأعمال بسلاسة من لندن وزيورخ إلى نيويورك إلى سيدني ثم إلى هونغ كونغ وشنغهاي وطوكيو قبل أن تستلم أوروبا زمام الأمور مرة أخرى، الأمر الذي يعني أن السيولة عالية على مدار الساعة على الرغم من أنها كما هو الحال مع العملات الأجنبية، يمكن أن تكون هادئة نسبيًا بعد إغلاق نيويورك، مع أحجام تداول أقل وبالتالي إمكانية تقلبات الأسعار.

  تداول الذهب في حالة الإتجاه العرضي الجانبي

منذ يوليو  2011وحتى أبريل 2013 تم تداول أسعار الذهب في نطاق محدد بين 1555 دولار و 1795 دولار مقابل الأونصة وهو ما يوضحه الرسم البياني لسعر الذهب في تلك الفترة الزمنية، هذا النطاق في حد ذاته كان يعتبر مؤشراً قوياً للمتاجرة على معدن الذهب والذي تم استخدامه كأبسط إستراتيجية في عمليات التداول ، حيث يقوم المتاجرين بالشراء كلما إقترب السعر من أدنى مستوياته عند 1555$ حيث كان هذا المستوى يعتبر من أقوى مستويات الدعم وقتها والبدء في عمليات البيع كلما إقترب السعر من أعلى مستوياته عند 1795$ والذي إعتبره المتاجرين وقتها مستوى مقاومة قوي ، وهو ما يعتبر من أهم وأبسط الإستراتيجيات في عملية المتاجرة على معدن الذهب في حالة تحرك السعر وإنحساره بين مستوين في إتجاه عرضي جانبي .

وفي هذه الإستراتيجية البسيطة يمكن أيضاً إستخدام مؤشر الماكد والذي يعطي إشارات التشبع الشرائي والبيعي كما هو موضح بالرسم البياني المرفق بحيث كلما إقترب السعر إرتفاعاً من مستوى “40” يمكن البدء في عمليات البيع وكلما اقترب السعر من مستوى” – 40 ” هبوطاً يمكن إغلاق مراكز البيع والبدء في مراكز الشراء

المتاجرة باستخدام المتوسطات المتحركة البسيطة SMA

تعتبر هذه الطريقة في المتاجرة من أبسط طرق التداول وأسهلها، حيث تعتمد على استخدام متوسطات الحركة البسيطة SMA18 وSMA 21 وهي من الأدوات المجانية المتوافرة على جميع منصات التداول. في هذه الإستراتيجية سنقوم باستخدام إطار الساعة الزمني (1H) حيث إنها من الإستراتيجيات السريعة قصيرة الأجل ومن ثم نقوم بتعديل متوسطات الحركة بحيث يكون الأول ملازماً ل 18 فترة زمنية “شمعة” والثاني ملازماً ل 21 فترة زمنية، وبالطبع سنقوم باختيار لونين مختلفين لكل منهما بفرضية اختيار اللون الأزرق لمتوسط الحركة 18SMA والأحمر لمتوسط الحركة SMA 21 كما هو موضح بالرسم البياني المرفق.

تقاطع خطوط المؤشرين يعتبر بمثابة إشارة دخول وخروج أيضاً؛ فعلى سبيل المثال تقاطع المؤشرين مع ثبات المؤشر SMA 18 الأزرق أعلى نظيره SMA 21 الأحمر يعد إشارة شراء، وبالمثل أيضاً تقاطع المؤشرين مع ثبات المؤشر SMA 18 الأزرق أدنى نظيره SMA 21 الأحمر يعد إشارة بيع، هذا ويمكن أيضاً تعزيز عمليات الشراء أو البيع بمجرد ملامسة السعر لأي من المؤشرين.

وتعتبر هذه الإستراتيجية من أبسط الطرق وأنجحها أيضا على التداولات قصيرة الأجل والتي تبدأ وتنتهي في نفس اليوم

المتاجرة بإستخدام الدورة الزمنية

التحليل الزمني هو أحد أهم الأدوات التي يستخدمها المتاجرين في عمليات التداول اليومية، حيث يعتمد التداول بإستخدام هذه الطريقة على أحد المبادئ الهامة ألا وهو أن التاريخ يميل إلى تكرار نفس الأحداث في خلال فترة زمنية محددة

ويميل سعر الذهب، وفقًا لدورته الموسمية، إلى الارتفاع في الربع الأول من العام، كما أنه يرتفع في الأشهر الأخيرة من العام أيضًا مما يجعل شهر سبتمبر من أفضل شهور التداول بالنسبة لسعر الذهب إذا قمت بشرائه، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه مجرد مؤشرات عامة للدورات الموسمية للذهب والتي ستمنحك مؤشر ميل الذهب إلى القاع أو القمة، أو الارتفاع أو الانخفاض في وقت معين وهو ما يوضحه الرسم البياني المرفق على الإطار الزمني الإسبوعي والذي يوضح ميل سعر الذهب إلى الصعود في مطلع يناير من كل عام.

وباستخدام الدورة الموسمية للمعدن الأصفر ودمج هذه الإستراتيجية مع أحد الإستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتعزيز إشارات البيع والشراء يمكن الحصول على نتائج أدق من حيث وقت وسعر تنفيذ العمليات ويمكن توضيح ذلك من خلال المثال التالي: –

• في مطلع العام يميل السعر إلى الصعود وبهذا نكون في إنتظار إشارة الدخول في عملية الشراء
• نقوم بتعديل الإطار الزمني إلى الساعة ونقوم بإستخدام متوسطات الحركة البسيطة 18 و21 مع مراعاة اختيار لونين مختلفين لهما
• ننتظر تقاطع متوسطات الحركة البسيطة 18 و21 وثبات متوسط الحركة 18 أعلى نظيره ال 21 وهو الأمر الذي يعد إشارة البدء في عملية الشراء.
• يمكن تعزيز عمليات الشراء في كل مرة يقوم فيها السعر بملامسة أحد المؤشرات المذكورة وبالطبع يجب الأخذ في الإعتبار الإدارة الحكيمة لرأس المال وذلك حتى نتمكن من تقليل المخاطر قدر المستطاع وتعظيم فرص الربح.
• يمكن إغلاق الصفقات في أحد الحالات التالية
• تقاطع مؤشرات متوسط الحركة المذكورة وثبات متوسط الحركة SMA 18 أدنى نظيره ال SMA 21
• وصول السعر لمستوى مقاومة قوي يحول دون إستمرار صعود السعر
• في حالة وجود أخبار قوية مؤثرة على تحركات الأسوا حيث ينصح الخبراء بالخروج من الأسواق المالية وتصفية المراكز قصيرة الأجل في هذه الأوقات