التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم ومتى يمكن البيع ؟

أستفاد سعر الذهب كثيرا من النتائج الكارثية لسوق العمل الامريكى والتى تم الاعلان عنها فى نهاية تعاملات الاسبوع الماضى والتى ساهمت فى دفع سعر المعدن الاصفر صوب مستوى المقاومة 1626 دولار للاونصة ويستقر حول مستوى 1629 دولار فى بداية تعاملات هذا الاسبوع. الثيران لايزال لديهم فرصة الاندفاع بالاسعار الى مستويات أقوى ولكن هناك مخاوف من أزمة سيولة جديدة مع أستمرار الانتشار السريع لوباء كورونا عالمى والذى ضرب بقوة أكبر الاقتصاديات العالمية مما يمهد لركود أقتصادى عالمى وشيك. الدولار الامريكى أصبح ملآذا مفضلا للمستثمرين أكثر من الذهب.

أرتفعت العقود الآجلة للذهب لشهر يونيو بواقع 10.50 دولارًا أو 0.64٪ إلى 1648 دولارًا للأوقية في الساعة 20:06 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة في كومكس في بورصة نيويورك التجارية. وسجلت أسعار الذهب زيادة أسبوعية بنسبة 1.04٪ ، وبالتالى زادت مكاسبها السنوية حتى الآن بأكثر من 8٪. وبالنسبة للفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، أتجهت في الاتجاه المعاكس لإنهاء أسبوع التداول على أنخفاض. وتراجعت العقود الآجلة للفضة لشهر مايو بواقع 1.1 ٪ ، إلى 14.495 دولار للأوقية. وسجل المعدن الأبيض انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 0.85٪ ، لتزيد خسائره منذ بداية العام بنسبة 19٪.

على الجانب الاقتصادى. فقد الاقتصاد الأمريكي ما مجموعه 701 ألف وظيفة في شهر مارس فقط ، وهو أعلى من توقعات السوق بخسارة 100 ألف وظيفة فقط. وهو ما ساهم فى أرتفاع البطالة الامريكية من أدنى مستوى لها في 50 عامًا من نسبة 3.5٪ في فبراير إلى 4.4٪ – وكانت توقعات المحللون معدل بطالة يبلغ 3.8٪. قطاعات الاقتصاد الامريكى تعرضت لانتكاسات مدمرة بسبب سياسة الاغلاق لاحتواء تفشى الوباء القاتل. قطاع الترفيه والضيافة ، فقد 459000 وظيفة. تلك النتائج جائت مكملة للنتائج الاخيرة التى أظهرت بأن أكثر من 10 مليون أمريكي قدموا طلبات للحصول على إعانات البطالة في الأسبوعين الماضيين مع إغلاق الشركات وتسريح الشركات لموظفيها.

وفى نفس المسار أظهرت بيانات معهد إدارة التوريدات (ISM) أن مؤشر مديري المشتريات (PMI) للخدمات والمركب سجلا أدنى مستوى منذ أغسطس 2016. ولا تزال أسواق الأسهم العالمية تشهد المزيد من التقلبات حيث يدمر الفيروس التاجي الاقتصادات العالمية ويجعل سوق النفط الخام غير مستقر.

لماذا لا يرتفع سعر الذهب كما هو العادة فى الازمات؟ الجواب يتمثل أجمالا وبأختصار فى تراجع قياسى للمعروض من المعدن وزيادة قوة الدولار الامريكى. ولكن مؤخرا حصلت العديد من شركات المعادن على الضوء الأخضر لاستئناف عملياتها وسط طلب هائل على الذهب ، الأمر الذي يعزز المخزونات في جميع أنحاء العالم.

وخلال فوضى الاسواق الشهر الماضي ، أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي DXY إلى 105.00. بعد تدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي ولكن سرعان من أنهار المؤشر إلى ما دون 100. وخلال الاسبوع الماضى عاد مؤشر الدولار والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من ست عملات منافسة متجاوزًا مستوى 100 وعليه فقد سجل زيادة أسبوعية بنسبة 2.2٪. ورغم ذلك ، فإن الإجماع بين الاقتصاديين هو أنه طالما أدخلت الحكومات سياسة مالية توسعية وضخت البنوك المركزية تريليونات الدولارات من السيولة في الأسواق ، فإن الذهب سوف يزيد بريقه فى نهاية المطاف.

بالنسبة لاسعار المعادن الأخرى ، أنخفضت العقود الآجلة للنحاس إلى 2.19 دولار للرطل. وانخفضت العقود الآجلة للبلاتين إلى 723.40 دولار للأوقية. وتراجعت العقود الآجلة للبلاديوم إلى 2101.89 دولارًا للأوقية.

حسب التحليل الفنى للذهب: كما ذكرت فى التحليلات الفنية الاخيرة وأؤكد الان بأن أستقرار سعر الذهب أعلى مستوى المقاومة 1600 دولار للاوقية سيظل داعما لامكانية التصحيح لاعلى فى القريب ولكن قوة الدولار الامريكى ستظل حائلا أمام المعدن لتحقيق مكاسب قوية فى وقت قصير. أقبال المستثمرين على الدولار لايزال الاقوى. التحرك بالاسعار صوب مستويات المقاومة 1625 و 1640 و 1675 ستمنح مستثمرى الذهب بتخطى حاجز المقاومة التاريخية 1700 دولار من جديد. وفى نفس الوقت ستعود قوة سيطرة الدببة فى حال عاد سعر المعدن للتحرك صوب مستوى الدعم 1585 دولار. لا أتوقع تحركا كبيرا للذهب اليوم فى ظل خلو المفكرة الاقتصادية من أى بيانات هامة ومؤثرة. فقط الاحصائيات للخسائر البشرية والاقتصادية جراء وباء كورونا سيكون لها التأثير على الاداء.