التوترات الامريكية/ الصينية توقف مكاسب أسعار النفط الخام

تخلت أسعار النفط الخام العالمية عن بعض مكاسبها فى ظل تضارب التصريحات الحكومية الأمريكية حول وضع الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين وارتفاع حالات الاصابات الجديد بوباء COVID-19 والتي تدعم بدورها حالة عدم اليقين بشأن توقعات الطلب على الطاقة. وعليه فقد أستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 39.95 دولار للبرميل. بعد مكاسب طالت 41 دولار للبرميل. وأستقر سعر خام برنت حول مستوى 42 دولار للبرميل بعد مكاسب قوية مؤخرا. وكانت مكاسبهما الاخيرة هى الاعلى منذ أوائل شهر مارس.

وقد أثار بيتر نافارو المستشار التجاري للبيت الأبيض التشويش بين المستثمرين عندما أخبر فوكس نيوز بأن اتفاقية التجارة “انتهت”. ثم غرد ترامب بعد ذلك بأن الصفقة “سليمة تمامًا”. وكما هو معلوم فأن الصين هي واحدة من أكبر مستوردي النفط في العالم ، ويمكن أن يكون لأخبار العلاقات الصينية الأمريكية تأثير قوى وعنيف على أسعار النفط العالمية.

وفي نفس الوقت ، زادت حالات الاصابة بفيروس كورونا فى الولايات المتحدة الامريكية بنسب مقلقة مع رصد 28 ولاية أرقاما متزايدة في الأسبوع الماضي. وفى وقت تخطت فيه الوفيات الامريكية بهذا الوباء حاجز ال 120 الف قتيل. ويرى الاقتصاديون بإن توقعات الطلب على النفط أقل وضوحًا بالنظر إلى التعافي غير المتكافئ حتى الآن حيث تشهد بعض الدول ارتفاعات في حالات الاصابة الجديدة.

بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية ، منذ بدء تعاملات الشهر الجارى تقرياب وهى فى مسار صعودى وذلك وسط إشارات على أن الاقتصادات العالمية تنتعش بعد إغلاق العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم لبضعة أشهر لمكافحة انتشار فيروس كورونا القاتل.

على الصعيد الاقتصادى ، تم الاعلان مؤخرا عن أرتفاع قراءات مؤشر IHS Markit لمديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو – وهو مقياس للنشاط في قطاعي التصنيع والخدمات – إلى 47.5 في يونيو من 31.9 في مايو ليصل إلى أعلى مستوى له منذ فبراير ، قبل شهر من بدء عمليات الإغلاق في أوروبا.

وفى نفس المسار يقول خبراء بإن مقاييس الصحة الاقتصادية الأمريكية أظهرت أيضًا دلائل على التحسن ، والتي قد تكون إيجابية لتوقعات الطلب على النفط الخام. حيث أظهرت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي من IHS Markit الأمريكي ارتفاعًا إلى 49.6 في يونيو ، من 39.8 في الشهر السابق. وفي الوقت نفسه ، ارتفعت مبيعات المنازل الأمريكية الجديدة بنسبة 16.6٪ في مايو إلى المعدل السنوي البالغ 676000.

حصلت أسواق الطاقة العالمية مؤخرا على دعم قوى من اتفاقية بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها ، في مجموعة تعرف باسم أوبك + ، لخفض الإنتاج العالمي بما يقرب من 10 مليون برميل يوميًا حتى نهاية يوليو. وفى المقابل من المتوقع أن تسجل الإمدادات في الولايات المتحدة انخفاضًا متواضعًا للأسبوع المنتهي في 19 يونيو ، حيث يتوقع المحللون أن تعلن إدارة معلومات الطاقة اليوم الأربعاء عن انخفاض قدره 100000 برميل في إمدادات الخام المحلية. ويتوقعون أيضا أن يشهدوا انخفاضا قدره 1.9 مليون برميل في مخزونات البنزين ، في حين من المرجح أن ترتفع مخزونات المقطرات بمقدار 100 الف برميل.

حسب التحليل الفنى للنفط الخام: لا يزال سعر خام غرب تكساس يتداول داخل قناته الصاعدة على الرسم البياني للأربع ساعات ولكنه يواجه مقاومة قوية. وقد تكون هناك حاجة إلى التراجع إلى مستويات الدعم القريبة لجمع المزيد من الضغط الصعودي. ويُظهر تطبيق أداة تصحيح فيبوناتشي أن مستوى 38.2٪ يصطف مع منطقة منتصف القناة ذات الاهتمام حول 39 دولارًا للبرميل. وقد يجد تصحيح أكبر دعمًا بالقرب من 37 دولارًا للبرميل أقرب إلى قاع القناة و 61.8٪ فيبوناتشي.

وإذا كان أيا من مستويات التصحيح هذه قادرًا على الحفاظ على الخسائر عند مستوى مرتفع ، فقد يتعافى سعر النفط الخام إلى أعلى مستوى بالقرب من 42 دولارًا للبرميل أو قمة القناة. ولايزال100 SMA فوق 200 SMA للتأكيد على أستمرا الاتجاه الصعودى. ومع ذلك ، فإن الفجوة بين المؤشرات الفنية تضيق لتعكس ضعف الزخم الصعودي وسط تقاطع هبوطي محتمل. ويتجه مؤشر القوة النسبية هبوطيًا أيضًا بعد الخروج مؤخرًا من منطقة تشبع بالشراء ، ومؤشر ستوكاستيك يتحرك لاسفل لذا السعر قد يحذو حذوه بينما الضغط الهابط لايزال قائما.

هذا الشارت من منصة tradingview.com