لاجارد: البنك المركزي الأوروبي مصمم على إعادة التضخم إلى الهدف

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بإن البنك المركزي عازم على إعادة التضخم إلى هدف 2 في المائة وأكدت مجددًا أن صانعي السياسة على أستعداد لتقديم دعم السيولة عند الحاجة في ظل اضطراب السوق المالي الأخير الناجم عن أزمة القطاع المصرفي. وأضافت لاجارد في مؤتمر صحفي عقب إعلان قرار السياسة: “لا ينبغي أن يكون هذا موضع شك ، فإن التصميم لا يزال سليماً”. وقد رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بالامس ، تماشيا مع التوجيه في فبراير. ومع ذلك ، لم يقدم البنك أي توجيهات مستقبلية بشأن أسعار الفائدة. ولكن لاجارد قالت بإن البنك لا يزال أمامه “الكثير من الأرضية ليغطيها” إذا استمر خط الأساس وأن القرارات المستقبلية ستعتمد كليًا على البيانات.

وقد رفع البنك المركزى الاوروبى أسعار الفائدة حيث يتوقع صناع السياسة “أن يظل التضخم مرتفعا للغاية لفترة طويلة جدا”.

وكانت الأسواق المالية تراقب القرار عن كثب هذا الأسبوع ، حيث كان البنك المركزي الأوروبي أول بنك مركزي رئيسي يعلن قرار سياسته بعد انهيار بنك وادي السيليكون ومقره كاليفورنيا وبعض البنوك الأخرى في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. كما أثار انهيار إس في بي مخاوف بشأن ما إذا كانت البنوك المركزية أكثر جرأة في رفع أسعار الفائدة في معركتها ضد التضخم الجامح.

وفي أوروبا ، ساءت مخاوف القطاع المصرفي بعد أن طلب بنك كريدي سويس ، ثاني أكبر بنك في سويسرا ، الدعم من البنك الوطني السويسري. وأختار المقرض قبول خط ائتمان بقيمة 54 مليار دولار من البنك الوطني السويسري في وقت متأخر من يوم الأربعاء. وكان بعض الاقتصاديين متشككين فيما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيرفع بالفعل أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا الشهر ، وبدلاً من ذلك اختار رفع أصغر بمقدار 25 نقطة أساس.

وأكدت لاجارد أنه لا توجد مقايضة بين استقرار الأسعار والاستقرار المالي. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي أيضًا بأن القرارات الأخيرة اتخذت بأغلبية كبيرة في مجلس الإدارة.

وتعليقا على ذلك قال الخبير الاقتصادي في ING Carsten Brzeski بإن القرار الأخير والاتصال ترك الباب مفتوحًا لمناقشات محتدمة في الاجتماعات المقبلة ومع أي رفع إضافي لسعر الفائدة يزيد خطر حدوث عطل ما. وأضاف برزيسكي “لذلك ، يمكن أن تمثل قرارات اليوم بداية المرحلة الأخيرة من دورة التضييق للبنك المركزي الأوروبي: تباطؤ في وتيرة وحجم وعدد أي زيادة أخرى في أسعار الفائدة”.

و”نحن نتمسك برأينا القائل بأن البنك المركزي الأوروبي سيرفع مرتين أخريين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما قبل الصيف ثم ينتقل إلى موقف الانتظار والترقب الأطول.”

وقدم البنك المركزي الأوروبي أيضًا أحدث توقعات الاقتصاد الكلي لمنطقة اليورو والتي شهدت تعديلًا تصاعديًا لكلا من توقعات النمو والتضخم لهذا العام. حيث رفع البنك المركزي توقعات النمو لهذا العام إلى 1.0 بالمئة من 0.5 بالمئة في ديسمبر كانون الأول ، مستشهدا بتراجع أسعار الطاقة واقتصاد قوي.

ومع ذلك ، تم تخفيض التوقعات للعامين المقبلين إلى 1.6 في المائة لكل من 1.9 في المائة و 1.8 في المائة على التوالي ، بسبب تشديد السياسة النقدية. وتم تخفيض توقعات التضخم العام لهذا العام إلى 5.3 في المئة من 6.3 في المئة. وخفضت التوقعات للعام المقبل إلى 2.9 بالمئة من 3.4 بالمئة. ومن المتوقع أن يقترب المعدل من هدف 2 في المائة في عام 2025 مع انخفاض التوقعات إلى 2.1 في المائة من 2.3 في المائة.

وفي غضون ذلك ، رفع موظفو البنك المركزي الأوروبي توقعات التضخم الأساسي لهذا العام إلى 4.6٪ من 4.2٪. وسجل الرقم الأساسي ، الذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة ، مستوى قياسيًا بلغ 5.6 بالمائة في فبراير. ومن المتوقع أن ينخفض معدل التضخم الأساسي إلى 2.5٪ العام المقبل وأن يصل إلى 2.2٪ في عام 2025 ، بسبب تلاشي الضغوط الصعودية من صدمات العرض السابقة وإعادة فتح الاقتصاد. ومن المتوقع أيضًا أن يساعد التأثير المخفف للسياسة النقدية الأكثر تشددًا على الطلب في تقليل ضغوط الأسعار الأساسية.

وأشارت لاجارد إلى أن الموعد النهائي لتوقعات موظفي البنك المركزي الأوروبي كان قبل أسبوعين من قرار السياسة ، مما يعني أنه لم يتم النظر في حالة عدم اليقين الناجمة عن اضطراب السوق الأخير.